Analysis of information sources in references of the Wikipedia article "Muhammad Baqir al-Sadr" in English language version.
كذلك يمتلك الشهيد الصّدر مدرسة في الفلسفة، وقد نوقس فكره في المجال الفلسفي في مباحثه الأصوليّة إضافة إلى كتاب فلسفتنا، وبشكل خاصّ الإبداع المُذهل في الساحة المعرفية، أعني كتاب "الأسس المنطقية للاستقراء"، الكتاب الذي أذهل وأثار دهشة الكثيرين من المفكرين من بينهم زكي نجيب محمود الذي يُعدّ أحد أشهر أساتذة الفلسفة في العالم العربي ومن شخصيّات الأزهر الشريف، حيث كان يدعو بعض تلامذته إلى الشهيد الصدر ما دام حيّاً ليواصلوا العمل على أبحاث الدكتوراه الخاصّة بهم تحت إشرافه ويجعلوا الموضوع "الأسس المنطقية للاستقراء" الذي كان حدثاً جديداً للغاية تمكّن من فتح مجال جديد في مجال الفلسفة على المستوى العالمي. هذا الكتاب شديد التعقيد وفيه الكثير من الأفكار الإبداعيّة الحديثة التي تعالج مشكلات بقيت لقرون في دائرة الفلسفة، وقد فتح أبواباً جديدة في الفكر الفلسفي وفي معرض الردّ على الأسئلة الجذريّة.
هذه بعض التأملات والاثارات التي أشير اليها فيما يرتبط بكتاب (الأسس المنطقية للإستقراء) لاستاذنا الشهيد الصدر (والذي لعلّه يعد أضخم مجهود فكري على مستوى نظرية المعرفة في التأريخ الاسلامي).
تمركز المشروع الفكري الأساسي في أعمال الشهيد الصدر! على إعادة تشكيل النظام المعرفي الذي تستند إليه مجموعة الرؤى والأفكار، حيث تمثّل هذا المشروع في كتاب «الأسس المنطقيّة للاستقراء»، الذي خصّص الإمام الصدر! سنواتٍ عديدةً من عمره الشريف للتفكير في بنائه النظريّ[6]، وإشادة أركانه، وإكمال صياغته، بعد أن درّسه للنابهين من تلامذته، ووجّههم نحو الدور الكبير الذي ينبغي أن يناط بالمذهب المعرفيّ الذي بشّر به هذا الكتاب[7]، حيث يشتمل هذا الكتاب «على أبدع أفكار وابتكارات الشهيد الإمام محمد باقر الصدر! وهو من أحلى ثمار ذهن الشهيد الصدر!، الذهن الوقّاد الباحث والمبدع، ويمكن القول بجرأة إنّ هذا الكتاب أوّل كتاب في تاريخ الثقافة الإسلامية حرّره فقيهٌ مسلمٌ متناولاً فيه إحدى أهمّ مشكلات «فلسفة العلم والمنهج العلميّ» المصيريّة، مع وضوح وبصيرة وشمول في عرض ونقد نظريّات حكماء الغرب والشرق..»[8]، مضافاً إلى أنّه «كتابٌ تحقيقيٌّ علميٌّ لفقيه فيلسوف، أثبت عمق بصيرته ودقّة فكره، في ميدان قضايا الفلسفة الحديثة، ويشتمل الكتاب على ابتكارات وإبداعات تليق لطرحها على مستوى النوادي العلميّة العالميّة. إنّ هجمات الشهيد الصدر! الجريئة والمدروسة على أغوال نظير «لاپلاس» و«كينـز» و«رسل»، وفي قضيّة في غاية التعقيد والدقّة، أثبتت شجاعته الفكريّة، واقتداره العلمي..»[9].